الاثنين، 31 مايو 2010

مش لأقي عنوان

المكان......أحدى غرف مدينة الطلاب المواجهة لمبنى جامعة القاهرة.....وكان الوقت في حوالي الثانية ظهراً..

الأشخاص: أحمد ومصطفى...

تدور الأحداث عندما كان أحمد يرتدي زيه الخاص بالخروج وفي أثناء ذلك دخل عليه مصطفي فلما رأه أحمد قال له: حبي.....أيه اللي جايبك دلوقتي مش في محاضرة.

مصطفى "متجهاً ليجلس على طرف السرير كمن لم يسمع أحمد ثم نظر إليه متسائلاً بعيون تملؤها الحيرة": أحمد هو أنا وحش....

أحمد "كمن لم يدرك الغرض من سؤال زميله ولم ينتبه لحالته ورد بصوت عالي يشوبه الإستنكار والضحك" : يا مان إوعى تقول كده انته شاب جامد فحت أخر حاجه....

وفجاءة أغرورقت عينا مصطفى بالدموع كمن كان يحتجز تلك الدموع منذ فتره طويلة وانقلب مجهشاً في البكاء كالطفل ...وينتبه أحمد لصوت بكاء مصطفى فيستدير إليه متفاجئاً ويرمي القميص من يده ثم يمسك بكتفي مصطفى وينظر له في وجهة ويقول: مصطفى........واد يا مصطفى.

ولم يرد مصطفى على أحمد وظل في حاله البكاء كالطفل وهو ينظر إلى الأرض......ويظل احمد ينادي على مصطفى: واد يا مصطفى....فيه ايه ياد؟...حد زعلك؟...في مشاكل في البيت؟..فيه ايه يا مصطفى رد ليا..ثم يهدأ مصطفي تدريجياً ولكن مازالت الدموع تتساقط من عينيه ثم قال: نادية قالتلي ان احنا مش هننفع نكمل تاني مع بعض ياحمد...

أحمد "وكمن كان يتوقع شئ أكبر من ذلك فتقل صدمته ويتسائل بصوت هادئ مستنكر": ليه كده ايه اللي حصل بينكم....انته عملتلها حاجه؟

مصطفى "مستمراً في البكاء": والله ما عملت حاجه...النهاردة المفروض كنا هنتقابل وهي جت متأخره فبضحك معاها بقولها انتى متأخره ليه بتقولي مصطفي إحنا مش هينفع نكمل مع بعض....قلتلها في ايه وأتكلمت معاها شويه وفي الأخر قالتلي إحنا مش لبعض خلينا أصحاب أحسن....وسابتني ومشت.

أحمد "محتاراً ماذا يقول": طب أهدى شويه....

مصطفى و"كمن تجاهل وجود أحمد ولم يعد يري سوي وجود نادية أمامه فيتوجه إليها بالكلام وهو مستمر في البكاء": أنا عملت إيه....والله عمري ما عملت معاكي حاجه غلط، دانا كان أقصي طموحي انا وانتي نتجوز وأطلع كده وأمسك المايك في المحاضرة وأقول يا جماعة فرحي انا ونادية يوم الخميس الجاي ياريت تيجوا كلكم ونعزم كل الدفعة في فرحنا والبنات والصبيان يتجمعوا حوالينا ويغيروا مننا....معاكي كنت بحس بسعادة مالهاش حد وكنت مستعد أعملك اي شئ يسعدك ولا عمري غلط فيكي او اشتكيت منك، والله ولا عمري فكرت في مرة من المرات ان احنا متجوزين وعلى السرير مع بعض على العكس والله كنت بتقرف من الحاجات دي وكل اللى كنت بحلم بيه ان احنا نتمشي سوي ونضحك سوي ونتكلم مع بعض لوحدنا...انا عمري ماكنت بعرف أسمع اغاني ولا أتعودت اني اركز معاها، لكن لما عرفتك وعرفت الحب معاكي كانت كل أغنية بتتغنى ادامي بتصور اني بغنيهالك واوريكي اد ايه بحبك....

أحمد "محاولاً وقف مصطفى عن البكاء الشديد وإفاقته": واد يا مصطفى....فوق ياد.

مصطفى "ولم ينتبه لكلام أحمد او حتى وجوده وظل في حالة الإعتراف لنادية": والله ولا عمري كنت قاسي معاكي وحتى لم بتغلطي في الكلام او تعملي حاجه تزعلني ماكنتش برضى أعاتبك علشان بس ماجرحش كرامتك قدامي، والله لما كنت بشوفك واقفه مع صبيان او إتاخرتي عليا او عملتي حاجه تزعلني، كنت بحس إني عايز اقتلك او اضربك او اطلع فيكي غضبي، لكن لما أشوفك أو أكلمك كنت بنسي كل حاجه، وانا دايماً اللي كنت حريصاً اني اشوفك في الوقت اللي شوفتك فيه بتتهربي مني وبرده كنت بحاول أعذرك ومش بلومك....و كنت عايز اقضي معاكي الوقت على طول وانتى دايماً اللى كنتي بتقولي انك عايزة تمشي....

ثم توجه مصطفى مره واحدة بالحديث إلى أحمد وعيناه مازالتا تذرفان الدموع وقال له: بتقولي ان احنا ما ينفعش نكمل مع بعض علشان انا مش بعرف أتقل وانا انسان صريح وان انا استأهل واحده احسن منها انما هي لا...يعني ايه مش بعرف أتقل يعني ياحمد، يعني اخبي مشاعري والا اكشر في وشها لما اشوفها....هو الواحد لما يكون كويس معاك ويحب بصدق ده اللى غلط واللي بيلعبوا بالبنات ويضحكوا عليهم هما دول اللي صح.....

أحمد "وقد أدرك ان محاولاته لتهدئة مصطفى لن تجدي نفعاً، فأقترب من زميله ووضع يده على كتف زميلة كمن يحتضنه قائلاً": إستهدى بالله يا مصطفى وقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

مصطفى "وقد بدأ في الهدوء ولكن تنهيدة ما بعد البكاء لم تجعله يقدر على النطق بصورة سليمة": عوذ بالله من شيطان..ارجيم.

ثم بدأ مصطفى في الهدوء، وحاول فأراح أحمد أن يريح جسد مصطفى على السرير الذي يجلسان على طرفه....وأنتبه إلى أن مصطفى مازال يرتدي حذائة فخلعه له ثم مدد رجليه على السرير وقال له: نام شويه وسيب كل حاجه لله....

ثم أراح زميلة على السرير ودثره في الفراش...وبعد أن تأكد من نومه إرتدى ملابسه وخرج.

اما مصطفى في شبه السكرة التي تنتابه نفذ ما قيل له ونام ليريح جسده وتفكيره وقلبه لفتره بسيطه أثناء نومه، ليستيقظ مره أخرى ويعيش إيام لا تنسى من العذاب، يبني فيها على أساس ذكريات الماضي التي تؤججها أيام الحاضر أمال خاوية للمستقبل يعيش على رحاها القلب....حتى يدرك بعد مرور الوقت أن تلك الأمال كانت سبباً لشقائه وسعادته في نفس الوقت.

هناك تعليق واحد: